اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 361
قلت: أليس لهم حاكما؟
قال: بلى .. وقد تقدم إلى حكمهم من باب الإيثار، لا
من باب الأثرة.
قلت: أين الجرائد، والمجلات، ووسائل الاتصال .. ما لي
لا أراها في هذه المدينة؟
قال: لهم كل ذلك .. ولكنهم لا يملئونها بالفراغ
واللهو واللغو الذي تملئونها به.
قلت: فبم يملئونها إذن؟
قال: بالعلم النافع، والسلوك الرفيع، وبرفع الهمم إلى
الله.
قلت: أليست مكتوبة في أوراق كجرائدنا؟ .. فإني أرى
أرض المدينة نظيفة من أي ورق.
قال: لقد ابتكروا وسائل كثيرة أغنتهم عن كثير مما
يملأ حياتكم بالعبث والتلوث.
قلت: ووسائل التنقل من السيارات والحافلات وغيرها ..
فإني لا أكاد أرى طرقا كطرقنا.
قال: لقد هداهم الله، فاخترعوا من وسائل النقل ما
يحفظ جمال الحياة والطبيعة، فلم يجرحوا الحقول بالطرقات، ولم يخربوا الأنهار بالجسور،
ولم يلوثوا الأجواء بالدخان القاتل.
قلت: فما هي التقنيات التي وصلوا بها إلى ما وصلوا؟
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 361