responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 360

قال: والجمادات .. وكل ما خلق الله ..

قلت: لا أعرف من الصداقة إلا الصحبة التي تحتاج إلى المشاكلة، فأي مشاكلة بين الإنسان وبين ما ذكرت.

قال: أليس الكل مخلوقا لله، ويسبح الله، ويحن لمعرفته؟

قلت: بلى ..

قال: ألا يكفي كل هذا ليملأ حياتهم بالقواسم التي تربط بينهم، وتجعلهم جميعا على قلب واحد؟

قلت: بلى ..

قال: فانظر إلى الكون نظر العبد العابد يحول الله كل ذرة من ذراته صديقا ودودا يملأ حياتك بالأنس.

قلت: والأحزاب السياسية التي يتم بموجبها اختيار الحاكم؟

قال: لقد عرف سكان مدائن السلام قيمة الوحدة فيما بينهم، فلم يتفرقوا إلى أحزاب.

قلت: ولكن اختيار الحاكم يقتضي وجودها.

قال: الحاكم يعينه صدقه وسلامه وامتلاء قلبه بالرحمة.

قلت: ألا يتنافس الناس هنا على الحكم؟

قال: إن الشدائد الشديدة التي يعانيها الحاكم في مدائن السلام، وحياة الزهد التي يعيشها، جعلت أهل السلام يحمدون الله على أن جعلهم رعية لا رعاة.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 360
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست