قال:
هذه الآية تبين سر الشهادة وشروطها وكيفية تحقيقها.
قلت:
فما سر الشهادة؟
قال:
لقد كان الصالحون يذكرون أربع مراحل لسير السالكين: أولها السير من النفس إلى
الله، وهي رحلة البحث عن الله.. وثانيها: سير الإنسان من الله في الله، بحثا عن
معرفة الله .. وثالثها: سير الإنسان مع الله إلى خلق الله .. ورابعها: سير
الإنسان مع الله بين خلق الله، لإنقاذ خلق الله .
قلت:
فأي سير منها يحقق الشهادة التي هي وظيفة الأمة ووظيفة ساستها.
قال:
هي المرحلة الأخيرة من سير السالكين .. وهي رحلتهم لإنقاذ خلق الله من عبودية
الشيطان.
قلت:
فهمت الآن علاقة ذلك بالسياسة.
قال:
فما فهمت؟
قلت:
الحاكم هو الذي يسير الجيوش التي تفتح أقطار الأرض، وتجعلها بأيدي المسلمين.
قال:
لا .. ليست هذه هي الشهادة .. الشهادة أخطر من هذا .. والحاكم الصالح لا يبحث عن
الاستيلاء على الأراضي، وإنما يبحث عن الاستيلاء على العقول والقلوب.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 335