responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 330

الآخرة؟

قال: هم لا يكادون يفترقون في حركات أيديهم، ولكنهم يفترقون في هممهم، فعيون أهل البصيرة تتوجه لكلا القبلتين، أما عيون أهل الغفلة، فهي قاصرة على الدنيا، عوراء عن الآخرة.

قلت: أتقصد أن جهود أهل الدنيا هي نفس جهود أهل الآخرة .. والفرق بينهما لا يعدو الهمم والنيات؟

قال: الأصل في الفرق بينهما هو الهمم والنيات .. وهذا الأصل ينبت لكل قوم ما يتناسب مع رغباتهم.

قلت: اضرب لي أمثلة على هذا تقرب لي ما يعز على خاطري تصوره.

قال: أكثر ما يمارسه قومك من الجهود عبث لا حاجة له .. وهم في سبيله يقضون مضاجعهم ومضاجع أهل الكون من حولهم .. ثم لا يكادون يأبهون لما يفعلون.

قلت: وضح ما تريد.

قال: أكثر مصانعكم وملاعبكم ودور لهوكم وعبثكم تحجبكم عن حقيقتكم، وتملأ الكون من حولكم بالضباب.

قلت: وأهل الآخرة، الذين جمعوا بين الدنيا والآخرة.

قال: هم بمنجاة من ذلك كله .. فحياتهم بسيطة، ولكنها تمتئ بالجمال، فالعالم من حولهم من الصفاء والرقة ما يجعلهم يستغنون عن أكثر ما تمارسونه من لهو.

قلت: ومصانع الغذاء واللباس وأصناف المراكب ..

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست