اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 306
مفتاح الحماية
بعد
أن قال ذلك فتح لنا الباب .. لكنا ما إن سرنا قليلا حتى رأيت بابا عجيبا، علقت عليه لافتة مشعة مكتوب
عليها قوله تعالى:﴿ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ (قريش: 4)
ورأيت
في مدخل الباب أقواما هم أشبه بالجنود والشرطة، ولكنهم لا يحملون أذناب البقر، ولا
يعبسون في وجوه الناس، ولا يرتدون الخوذات الواقية.
فقلت
للمعلم: ما بال هؤلاء .. ألا يخافون أن تطحن رؤوسهم بالحجارة، ومن يرهبهم وهم لا
يحملون أذناب البقر؟
ضحك،
وقال: وما أذناب البقر؟
قلت:
تلك التي أخبر عنها a بقوله:(صنفان من أهل النار لم أرهم بعد: قوم معهم سياط كأذناب
البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت
المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا)[1]
قال:
وهل ذكر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم هؤلاء ليحث على الاقتداء بهم، أم ذكرهم ليستهجن أسلوبهم؟
قلت:
بل ذكرهم كرمز للقمع والظلم.
قال:
فاعلم إذن أن السلام لا يصنعه هؤلاء، فالأمن لا تحققه الهراوات، ولا المدافع، ولا
السجون..