رجل يظهر على ملامحه أنه من أهل العلم يخاطب أقواما كثيرين.. وقد صوبت أمامه كاميرات كثيرة تنقل كلامه لجميع الدنيا.
فقلت للمرشد: لا شك أن هذا هو الحاكم.
قال: لا .. هذا هو العالم .
قلت: أيترك للعالم أن يخاطب كل هذه الجموع؟
قال: هذا باب التأثير، وهو الباب الذي يخرج فيه العلم من المكتبات والمخابر ليملأ حياة الناس، فلا يصح أن يحجر على العلم.
قلت، وقد غلبني الضحك: أيحجر على العلم، وهل هو سفيه حتى يحجر عليه؟
قال: أنتم تعاملون العلم معاملة السفيه، فتحجرون عليه، وتحجرون على أهله.
قلت: كيف ذلك؟
قال: أرأيت لو منع الطبيب من معالجة المرضى، أيكون قد استفاد شيئا من إرهاق نفسه في البحث عن الأمراض وعلاجها؟
قلت: لا يستفيد شيئا .. فالغرض من الدواء هو المداواة.
قال: فكذلك من أغراض العلم التعليم .. فالعلم يبدأ بالنفس لينتشر إلى المجتمع.
قلت: ولكنا وضعنا لأهل العلم المدارس والجامعات.
قال: لا يكفي ذلك .. العلماء يوضعون في كل الأماكن .. ابتداء بوسائل الإعلام، وانتهاء بكل مراكز الاتصال والتأثير من المساجد وغيرها.