اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 281
قلت:
يمكن ذلك .. ولكن هل سيقبل العامة ذلك؟
قال:
حاولوا أن تتعرفوا على أذواقهم لتطعموهم إياها حتى يألفوها.
قلت:
يا معلم .. أرى في الصورة حواسيب كثيرة .. ما الغرض منها؟
قال:
هذه الحواسيب هدية الله إليكم .. وهي السيف الذي تفتحون به روما وواشنطن وبكين
وباريس ..
ضحكت،
وقلت: أهذه الحواسيب لنا .. ولكنها صنعت عندهم.
قال:
هم صنعوها لتعمروها أنتم .. ثم تنشروا ما هداكم الله إليه من الخير بها.
قلت:
أعرف يا معلم ما لبرامج هذه الحواسب من تأثير عميق .. بالإضافة إلى ما يسره الله
في هذا العصر من الاتصال بالعالم أجمع بضغطة زر واحدة.
قال:
فتعلموا تلك الضغطة .. فهي مفتاح كل خير .
قلت:
إن بعض قومي ينظرون إلى هذه الوسائل نظرة مغايرة .. بل هم يتصورون أن مجرد كونها
من الغرب يجعلها عارية من كل خير.
قال:
فدعهم .. ولا تجادلهم .. فهؤلاء لا يفقهون عن الله .. ألم يسم الله ما ابتدعتموه
من وسائل النقل خلقا لله؟
قلت:
بلى .. فقد قال تعالى:﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا
وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ (النحل:8)، ففي هذه الآية إشارة صريحة لوسائل النقل الحديثة.
قال:
وهكذا .. فقد ذكر الله تعالى القلم ليشير إلى كل الوسائل التي تيسر الوصول للعلم
وتنشره.. ألم يذكر الله القلم في أوائل ما أنزل؟
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 281