اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 255
قال: لكن ذلك في أمور الدين، لا في
شؤون الدنيا.
قلت: أتقصد أن نبيح كل التعاملات
لكي نتطور.
قال: التعاملات الإنسانية التي
يقرها العقل، ولا يعارضها الشرع.
قلت: وهم لا يتكلمون إلا فيما
يعارضه الشرع.
قال: الشرع يضع الضوابط، ويحد
الحدود، ويترك الحياة بعد ذلك تسير في مساحة واسعة من الاختيارات، ألم تر الرجل الذي
في الصورة كيف يسير في مساحة تسع الكون مع أنها في نظر العقول الضيقة أحد من السيف
وأدق من الشعرة.
قلت: إذن الصورة ترمز إلى هذا
المعنى.
قال: إن رحمة الله التي وسعت كل شيء
تأبى أن تختبر عباد الله بما هو أدق من الشعرة، وأحد من السيف، ألم تقرأ ما ورد في
أوصاف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الذي هو قدوة العلماء في
بيان أحكام الشرع؟
قلت: بلى .. فقد وصفه الله تعالى
بالرحمة والرأفة بالخلق، فقد قال تعالى فيه:﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ
مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة:128)، وقال تعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا
رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (الانبياء:107) .. وقد قال a عن نفسه:(إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً ولكن بعثني معلماً
ميسراً)[1]