اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 248
مفتاح الورع
بعد أن قال ذلك فتح لنا الباب ..
لكنا ما إن سرنا قليلا حتى رأيت بابا عجيبا، قد علقت عليه صورة لرجل يلوح النور في وجهه،
يتحرك حركات منتظمة دقيقة على صراط معتدل مستقيم، وكلما لاح له شيء يريد أن ينحرف
به عن مساره فتح كتابا كان يحمله لينظر ما فيه، ثم يستمر على سيره.
وكان الصراط دقيقا جدا .. لعله أدق
من الشعرة، وأحد من السيف .. فلذلك كان يسير، وفي قلبه خوف من أن يحيد قيد أنملة،
فيقع أسفل ذلك الصراط .. وهو حيات وعقارب.
سألت المعلم عنه، فقال: هذا باب
الورع، وهو أول باب من أبواب الشرعية .. لا يحل دخول مدائن السلام إلا منه.
قلت: فمن هذا الرجل الذي على هذه
الصورة.
قال: هذا رجل منكم امتلأ ورعا، فراح
يحمل جميع حركاته على هدي الله، فلا يحيد عنه قيد أنملة.
قلت: ليت المسؤولين عن هذه المدينة
يعلمون مدى إخلاصه فيرحموه من هذا السير.
قال: وأين يضعونه؟
قلت: في مكتب من المكاتب.
قال: لو كان الأمر إلي لأغلقت جميع
مكاتبكم، أو حولتها مصانع ومخابر .. أو
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 248