وفضل الله المجاهدين على غيرهم من المؤمنين،
فقال تعالى:﴿ لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ
أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ
عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ
اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾ (النساء:95)
وأخبر a بأن الحركة البسيطة في سبيل الله
خير من الدنيا وما فيها، فقال:(لغدوة في سبيل اللَّه أو روحة خير من الدنيا وما
فيها)[1]
وأخبر عن الجزاء المعد للمرابط في
سبيل الله، فاعتبره لا يقل عن جزاء الصائم القائم القانت الذي لا يقعد عن ذلك طيلة
غياب المجاهد في سبيل الله، فقال: (مثل المجاهد في سبيل اللَّه كمثل الصائم القائم
القانت بآيات اللَّه لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل اللَّه)[2]
قال: أليست هذه أجور عظيمة؟
قلت: كيف لا تكون عظيمة؟ .. بل إن
هذه الأجور هي التي تحرك القلوب المؤمنة المحتسبة للنهوض في وجه كل ظالم، ونصرة كل
مستضعف.
قال: وهذه النصوص نفسها هي التي
أخبرت بأن للعامل إن احتسب من الأجر ما