قلت: ومن لا يدري؟ إنهم الذين يمدون أيدهم إلى الجيوب بخفة ومهارة .. وويل لمن وقع فيهم.
قال: أولئك بعض المختلسين .. أو هم ـ بعبارة أصح ـ صغار المختلسين.
قلت: أفيهم الصغار والكبار؟
قال: أجل .. كبارهم يختلسون ويحكمون .. وصغارهم يختلسون ويسجنون.
قلت: أرجو يا معلم أن لا تزج بي في متاهات السياسة.
قال: أنا لا أزج بك، ولكنها الحقيقة .. ألم تسمع عن الملايير التي تختلس؟
قلت: بلى ..
قال: فأين أصحابها؟
قلت: أنت أدرى .. فدعنا منهم.
قال: أتعلم أن أخطر مخاطر الاختلاس أن تحمل أموال الأمة إلى البنوك الأجنبية عنها؟
قلت: لم أسمع أحدا يحرم هذا .. فإن حرموه نظروا إلى كونه ربا .. أو خشوا أن يكون للبنك علاقة باليهود؟
قال: ما أضعف تفكيركم .. لقد رفعتم هؤلاء الحثالة فوق ما تستحق .. حتى حصرتم العداوة فيهم.
قلت: ومن نعادي إن لم نعادهم؟ ألم يقل الله تعالى:﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ (المائدة: 82)