اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 215
الفأس؟
قلت: تقصد ما روي أن رجلا من الأنصار أتى
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فسأله فقال: أما في بيتك
شيء؟ فقال بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه الماء فقال: ائتني بهما،
فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بيده فقال: من يشتري هذين؟ فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(من يزيد على درهم مرتين أو
ثلاثا؟)، فقال رجل: أنا أخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين فأعطاهما
الأنصاري وقال: اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فائتني به،
فلما أتاه به شد فيه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عودا بيده، ثم قال:(اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما)، ففعل
وجاء فأصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(هذا خير لك من أن تجيء المسألة
نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تحل إلا لثلاث: لذي فقر مدقع، ولذي غرم
مفظع، ولذي دم موجع)[1]
قال: أجل .. أليس شراء الفؤوس سنة؟
ضحكت، وقلت: لو علم بعض إخواننا
بهذا لامتلأت بيوتهم بالفؤوس، ولقام سوق الفؤوس بعد ركود.
قال: أنا لا أقصد بالفؤوس الفؤوس،
إنما أقصد بها وسائل الإنتاج.
قلت: تعني أن تشتري المصارف وسائل
الإنتاج لتستثمر فيها.
قال: لا .. لتملكها لأكبر عدد من
الناس، فلا تدع يدا عاطلة، فالبطن الخاوي ابن