responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 184

مفتاح الاستخلاف

بعد أن قال ذلك فتح لنا الباب .. فرأينا ما لا يمكن وصفه.. لكنا ما إن سرنا قليلا حتى رأيت بابا عجيبا، سألت المعلم عنه، فقال: هذا باب الاستخلاف، ولا يصح دخول سائر الأبواب إلا بعد حمل ترخيص منه.

قلت للمعلم: لماذا تتشدد هكذا؟

قال: هذا ليس تشددا .. هذه حقيقة، فالاستخلاف هو التصور الذي ينطلق منه المؤمن في تعامله مع كل شيء، والتصور أساس التصرف.

قلت: فما حقيقته؟

قال: أن يعلم المؤمن أن كل شيء عنده لله، وأنه مجرد خليفة عليه، لا مالك له.

قلت: أجل، فالقرآن الكريم يقرر ملكية الله لكل شيء في آيات كثيرة جدا، كقوله تعالى:﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ (آل عمران:109)، وقوله:﴿ أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يونس:55)

قال: والمال الذي تتصورون أنه لكم ، ويعادي بعضكم بعضا لأجله هو لله، فقد قال تعالى:﴿ وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ﴾ (النور: 33) ..

قلت: صدقت .. فقد صرح القرآن الكريم بأن الله تعالى جعل الإنسان خليفة على هذا المال، فقال:﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ (الحديد:7).. وأخبر أن المال الواصل لخلقه هو من

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست