اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 120
مفتاح الزمن
بعد أن فتح لنا باب السنن سرنا مدة
من الزمن إلى أن صادفنا باب آخر كتب عليه: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ (قّ:38)
قلت للمعلم: هذا باب الزمن؟
قال: نعم، فالزمن جزء من العلاج ..
ولا يمكن أن تسير قدما في لحظة واحدة ..
قلت: إن من قومي من يقتلهم العجز،
وهم يسندون عجزهم إلى الزمن.
قال: كيف؟
قلت: يواصل أحدهم نوم الليل
بالنهار، ثم لا يصرف من نهاره إلا جزءا ضئيلا جدا، ثم يتعلل بالزمن.
قال: وما يقولون؟ وكيف يستدلون؟
قلت: يقولون ما تقول من أن الزمن
جزء من العلاج.
قال: الزمن جزء من العلاج لمن يعالج
لا لمن يقعد .. أرأيت لو أن طبيبا أعطاك دواء لتتناوله شهرا، فقعدت دون أن تتناوله
تنتظر مضي الشهر ليحصل لك الشفاء .. فهل سيحصل لك الشفاء بعد مضي الشهر؟
قلت: كلا .. بل لعل حالتي ستتردى،
فبراعم الجراثيم التي غفلت عنها طيلة الشهر ستصبح أشواكا تقتلني بسمومها.
قال: فالزمن بهذا ليس جزءا من
العلاج، وإنما هو جزء من المشكلة.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 120