اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 112
قلت: لم أفهم.
قال: إن الله تعالى جعل بحكمته
للتيار الكهربائي هذه الخاصية عند ملامسة الأجساد له، وهي بذلك قانون من قوانين
الكون اللامتناهية، فهي تطبق على الجميع بلا استثناء.
قلت: إلا إذا شاء الله أن يخرقها
لمن شاء كما خرق قانون الحرق لإبراهيم u.
قال: حتى ذلك الخرق لم يجعله الله
تعالى خرقا مطلقا، بل هو ضمن سنن الله.
قلت: كيف؟
قال: المعجزة هي تحقق شيء على خلاف
العادة، بأسباب العادة، لأنها ليست أسبابا حقيقية.
قلت: كيف؟ لم أفهم.
قال: سنضرب مثال النار الذي ذكرته،
وسنبين أنه مع كونه خارقة إلا أنه ينتظم سنة من سنن الله، وسنن الله لا تبدل.
قلت: أنت تريد أن تقلب الحقائق.
قال: بل ما أقوله هو الحقائق.
قلت: ففسر لي هذا.. فسر لي سر قوله
تعالى:﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى
إِبْرَاهِيمَ﴾
(الانبياء:69)
قال: هذه الآية تقول لهذه الأمة:(يا
ملة ابراهيم! اقتدوا بابراهيم! كي يكون لباسكم لباس التقوى، وهو لباس ابراهيم،
وليكون حصناً مانعاً ودرعاً واقياً في الدنيا
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 112