responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 601

إليه عند كل خلاف، وعدم الرغبة عنه إلى غيره.

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن في القرآن الكريم محكما ومتشابها؛ فإياك أن تكون من الذين يتبعون المتشابه، فما وقع التحريف إلا من الذين يتركون المحكم الواضح، ويخوضون في المتشابه، كما قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 7]

وقد روي في الحديث أن رسول الله a قرأ هذه الآية، ثم قال: (إذا رأيت الّذين يتّبعون ما تشابه منه فأولئك الّذين سمّى الله، فاحذروهم)([1058])

ولو أنك ـ أيها المريد الصادق ـ فتشت في كل ما حصل في الأمة من صراع وتحريفات لوجدتها في اتباع المتشابه، وتأويل المحكم لينسجم مع المتشابه، فاحذر من الزائغين عن طريق الهداية، فما أكثرهم، وما أكثر الدجل الذي جاءوا به.

وقد أخبر رسول الله a عن ذلك، وحذر منه، فقال: (لا تقوم الساعة حتى يبعث الله أمراء كذبة، ووزراء فجرة، وأمناء خونة، وقراء فسقة، سمتهم سمت الرهبان وليس لهم رغبة، فيلبسهم الله فتنة غبراء مظلمة يتهوكون فيها تهوك اليهود في الظلم)([1059])

وأخبر a عن الغربلة العظيمة التي يتعرض لها المؤمنون، ويمتحنون بها، فقال: (يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة، وتبقى حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا هكذا وهكذا، وشبك بين أصابعه)، قالوا: يا رسول الله، فكيف تأمرنا؟


[1058] البخاري [فتح الباري]، 8( 4547)

[1059] رواه البزار برجال الصحيح الا حبيب بن عمران الكلاعي.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 601
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست