اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 588
([الحجرات:
4]، وإن حرمته ميتا كحرمته حيا) ([1037])
ومن الإعراض عنه قبول تلك الصور
المشوهة التي دسها أعداؤه عليه، حيث وصفوه بالكثير من الأوصاف التي يجل عنها، ولا
تتناسب مع القيم التي جاء بها.. فلذلك كان تقديم تلك الروايات المدلسة عليه إعراضا
عنه، وإقبالا على أولئك الذين رووها.
فلذلك ـ أيها المريد الصادق ـ أن
تسمع لأولئك الذين يصفون رسول الله أو غيره من الرسل بما لا يليق بهم، وهم يوهمونك
أنهم يفعلون ذلك استنادا لما في صحيحي البخاري ومسلم وسنن الترمذي
والنسائي وابن ماجة وغيرها من كتب الحديث في المدرسة السنية.. أو كتاب الكافي في
الأصول والفروع للكليني، أو تهذيب الأحكام والاستبصار للطوسي، أو من لا يحضره
الفقيه للشيخ الصدوق.. وغيرها من كتب الحديث في المدرسة الشيعية.. أو مسند الربيع
بن حبيب في المدرسة الإباضية..
أو غيرها من المصادر.
فكلها محترمة، لكن رسول الله a أعظم حرمة منها، فكل حديث لا
يتناسب مع جلاله وجماله وفضله ومكانته فاعلم أنه مكذوب عليه، وعليك بالإعراض عنه،
حتى لا تتشوه صورة رسول الله a في
قلبك ونفسك، ويكون في ذلك هلاكك في الدنيا والآخرة.
ولا تخف أن تسأل عن ذلك يوم
القيامة، فالله أعلم بعذرك.. فأنت فلم ترفض من رفضت منهم لذاتهم، وإنما لأن رسولك
أعظم منهم..
فاحذر أن يشوهه لك أحد من الخلق
مهما كان.. ومن فعل ذلك فأعرض عنه، فأنت مطالب باتباع رسولك، لا باتباعه، وقد قال
الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ
اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ
غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31]
وهكذا لا تقدم على رسولك a اجتهادا ولا قياسا ولا مصلحة
ولا أي ذريعة من