اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 502
التأثر برهبان النصارى وغيرهم،
حيث أصبح التدين مرتبطا بالقعود عن الرزق، انتظارا لفضل الله، فقد روي عن الإمام
الصادق أنه قال: (إني لأركب في الحاجة التي كفانيها الله، ما أركب فيها إلا
لالتماس أن يراني الله أضحي في طلب الحلال، أما تسمع قول الله عزّ وجلّ: ﴿
فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ
اللَّهِ ﴾ [الجمعة: 10] ؟ أرأيت لو أن رجلا دخل بيتا، وطين عليه بابه، وقال
رزقي ينزل عليّ، كان يكون هذا؟ أما انه يكون أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم دعوة) ([865])
فسئل عن هؤلاء الثلاثة الذين
ذكرهم، وأن الله لا يستجيب لهم، فقال: (رجل عنده المرأة فيدعو عليها فلا يستجاب
له، لأن عصمتها في يده، ولو شاء أن يخلي سبيلها، والرجل يكون له الحق على الرجل
فلا يشهد عليه، فيجحده حقه، فيدعو عليه فلا يستجاب له، لأنه ترك ما أمر به، والرجل
يكون عنده الشيء فيجلس في بيته فلا ينتشر ولا يطلب ولا يلتمس الرزق، حتى يأكله،
فيدعو فلا يستجاب له) ([866])
وروي أنه سئل عن رجل قيل له:
أصابته الحاجة، فقال: فما يصنع اليوم؟ قيل: في البيت يعبد ربه، قال: فمن أين قوته؟
قيل: من عند بعض إخوانه، فقال: (والله للذي يقوته أشد عبادة منه) ([867])
واحذر ـ أيها المريد الصادق ـ من
كل من يملؤك يأسا من ربك ورحمته ومغفرته، فإنه شيطان رجيم، وهو
لا يختلف عن ذلك الذي يؤمنك ويجرئك عليه.. فكلاهما عدوان لك، وكلاهما عدوان
للحقيقة.