responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 483

والظلم حجابا دون الحق، فقال:﴿ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾ (الأنعام:33)، وهي تشير إلى أن الظلم هو السبب في جحود الظالمين لآيات الله، لا كون الآيات في نفسها تستحق أن تكذب.

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسمع لما سأورده لك من أدوية ربانية وردت في النصوص المقدسة، وهي كافية لحمايتك من هذا المثلب وكل ما يثمره من أصناف العداوة والبغضاء.

العلاج المعرفي:

كما عرفت ـ أيها المريد الصادق ـ من رسائلي السابقة إليك؛ فإن العلاج المعرفي هو الأساس والمنطلق، ذلك أن قناعتك بكون الداء داء، ومعرفتك بخطره عليك، وثماره السامة التي يحدثها فيك، تجعلك تشعر بضرورة التخلص منه، واستعمال كل الوسائل لذلك.. وذلك هو مقدمة الشفاء.

وقد يكون لك ـ أيها المريد الصادق ـ من الصدق والإخلاص ما يجعل من العلاج المعرفي كافيا لشفائك التام، ومن أكثر الأمراض، ذلك أن أكثر الأمراض النفسية عبارة عن أوهام تقذفها الشياطين في النفس؛ فإذا ما حلت المعرفة، ارتفع الداء.

ولهذا كان في البشارات والإنذارات الواردة في النصوص المقدسة ما يكفي لعلاج كل الأمراض، بشرط تحقيق اليقين والصدق في النبوة، مثلما نفعل مع الطبيب حين نثق فيه، ونمارس الحمية التي يطلبها، مع شدتها، حذرا من المخاطر التي ينبه إليها.

وهكذا إن رجعت إلى النصوص المقدسة تجد ذلك الذم الشديد للمراء والجدال الذي لا يقصد منه طلب الحقائق، وإنما يقصد منه تحقير القائلين بها، وعدم القبول منهم، من غير حجة ولا برهان.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 483
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست