responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 477

المرا و الجدال

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن المراء والجدال، وسر ما ورد في التنفير منهما، والنهي عنهما، والفرق بينهما وبين الحوار والمناظرة والجدال بالتي هي أحسن وغيرها من أساليب التواصل.. وعن المنابع التي تنبع منها الخصومة الناتجة عنهما، وكيفية سدها، وتحويل الجدل إلى حوار نافع، ومناظرة مفيدة.

وأكثر أسئلتك ـ أيها المريد الصادق ـ سأجيبك عنها في هذه الرسالة، أما ما عداها من الحديث عن الحوار وشروطه وآدابه وغيرها، فسأحدثك عنها في وقتها المناسب([821])، لأن حديثنا في هذه الرسائل قاصر على المثالب، لا غيرها.

وأحب أن أنبهك قبل جوابي على أسئلتك بأن الشيطان في أكثر أحواله يعمد إلى أشياء صحيحة مشروعة مملوءة بالخير، ليوجهها نحو عالم الشر والشيطنة، كما عرفت ذلك في أكثر المثالب التي سبق حديثي لك عنها.وهكذا الأمر بالنسبة للمراء والجدال؛ فهو في أصله يدل على شوق النفس للتعرف على الحقائق، والتثبت منها، وعدم القبول بها ما لم تستوف أدلتها التي تدل عليها..

ولذلك اختلف المجادل عن الإمعة ذلك الذي يقبل كل شيء من غير أن يُعمل عقله، ولا أن يفكر في صحة ما يطرح عليه، والذي ذمه رسول الله a ذما شديدا، فقال: (لا تكونوا إمّعة، تقولون: إن أحسن النّاس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطّنوا أنفسكم، إن أحسن النّاس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا)([822])


[821] سنتحدث عنها بتفصيل في كتاب [مدارس النفس اللوامة]

[822] الترمذي(2007)

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 477
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست