responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 437

قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ&﴾ (التوبة:99)

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فإياك أن تسلك سبيل أولئك الذين اختلطت عليهم الأمور، ووضعوا النصوص المقدسة في غير مواضعها، فراحوا يوالون المستكبرين الظالمين، ويستعينون بهم على ضرب إخوانهم من المؤمنين المستضعفين في نفس الوقت الذين يشتدون فيه على عامة الناس من أهل الكتاب ممن لم يحاربوا المؤمنين، فيستحلوا دماءهم وأموالهم بغير حق، ويحجبونهم بذلك عن دين الله بما ابتدعوه من أديان.

ولو أنهم أعملوا عقولهم التي لا يفهم الوحي إلا بها، لعرفوا مراد الله تعالى من الأمر بالبراءة من الكافرين، وكونه ليس مرتبطا بجحودهم للحق، وإنما بمحاربتهم له، وصراعهم معه، ومع من يمثله.

ولهذا اقترن الإذن الإلهي بالجهاد مع الظلم، ولم يقترن بالدين؛ فالله تعالى لم يأذن بالجهاد لإخراج الناس عن أديانهم، وإدخالهم الإسلام، وإنما أذن بذلك لمحاربة المستكبرين الظالمين من أي دين كانوا، قال تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾ (الحج: 39 - 40)

بل ورد الأمر بنصرة المستضعفين من غير اهتمام بالأديان التي هم عليها، قال تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً﴾ (النساء:75)، فالآية الكريمة تقرر أن الغاية من الجهاد هي ردع الظالمين

 

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 437
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست