responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 435

فاجعل هذا الحديث ـ أيها المريد الصادق ـ مقدمة لك، لتصل إلى أهل الولاية الذين أمر الله تعالى بنصرتهم ومحبتهم والوقوف معهم.. وسترى إن كنت صادقا أعلام الهداية وأعلام الضلالة.. فلا يمكن أن يأمرنا الله بشيء، ثم لا يعلمنا كيفية تنفيذه.

العلاج السلوكي:

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ وأردت أن تتخلص من هذا المثلب الخطير، وكل ما ينتج عنه من ثمار وآثار، فاستمع لكلمات ربك المقدسة التي تدلك على الطريق الذي يمكنك أن تنفذ به تلك التعليمات.

وأولها ألا تجعل ولاءك للمحاربين لدينك، أو للمستضعفين الظالمين، والذين ذكر القرآن الكريم أن أكثرهم من اليهود والنصارى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة: 51]

وقد دل الواقع والتاريخ على ما ذكره القرآن الكريم؛ فأكثر ما تراه في عصرك هذا، وفي عصور سابقة من الاعتداء والظلم والاستعمار والحروب تجده ممن يدعون نسبتهم لليهودية والنصرانية.. ولذلك نهى القرآن الكريم عن ولايتهم، لا ليهوديتهم ونصرانيتهم، وإنما لتلك المظالم التي يمارسونها باسمهما.

ولذلك أثنى الله تعالى على النصارى الصادقين الذين لم يحاربوا المستضعفين، ولم يظلموهم، بل أقروا بالحق بعد أن عرفوه، فقال: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾

 

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 435
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست