responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 434

فهذه الآية الكريمة تحدد بدقة المؤمنين الذين ينبغي أن تمتد إليهم أيدي الولاية والنصرة، وهم الذين يقومون بواجباتهم في نصرة المستضعفين، والوقوف بجانبهم، في وجه المستكبرين الظالمين.

وقد عقب الله تعالى تلك الآية الكريمة بما يزيدها وضوحا، فقال: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ [المائدة: 55]

ثم بين أن هؤلاء هم حزب الله الحقيقي، فقال: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة: 56]

ولا أراك ـ أيها المريد الصادق ـ بما آتاك الله من بصيرة وإيمان إلا وقد عرفت المقصود من هذه الآيات ومصاديقها التي دل عليها التاريخ والواقع.. فكل ما أصاب الإسلام من انحرافات كان بسبب تعطيل تلك الآيات الكريمة حرصا على أولئك الذين ادعوا مراتب من الولاية لا تليق بهم، وليسوا أهلا لها.

ثم جاء أصحاب الورع البارد؛ فوضعوا الأولياء والأشقياء، والمستضعفين والمستكبرين في سلة واحدة، وتوهموا أن الورع في السكوت عن الباطل، وخالفوا بذلك هدي نبيهم a، وهدي ورثته من بعده.ولو أنهم رجعوا إلى سنة نبيهم a، ومن المصادر التي يتفقون على قبول رواياتها لوجدوا البينات الواضحات التي تدلهم على الحقيقة، وتميز بين أولياء الله الذين تجب نصرتهم، وأعداؤه الذين تجب مواجهتهم.

وأول ذلك ما ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: (أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم) ([758])


[758] رواه الترمذي ج 2 ص 319، الحاكم: 3/ 149.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 434
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست