responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 431

يكتفون بظلم أنفسهم بالإعراض عن الحق، وإنما يظلمون غيرهم أيضا.

بل إن القرآن الكريم يدعو إلى البحث عن المشتركات التي تجمع بين المؤمنين وغيرهم من أهل الأديان، حتى تستثمر في مواجهة الظلم والاستبداد والاستكبار، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 64]

ولهذا كله؛ فإن سورة الممتحنة تبين أسباب تلك المواقف العدائية التي على المؤمنين اتخاذها اتجاه الظلمة والمستكبرين والمستعلين في الأرض، قال تعالى: ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾ [الممتحنة: 2]

أي أنهم يستعملون كل الوسائل لإيذاء المؤمنين، وصرفهم عن الحق الذي اقتنعوا به.. ولذلك كان الولاء لهم عداوة للإيمان والمؤمنين.

وقال في آية أخرى:﴿ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الممتحنة: 9]

وهذه الآيات الكريمة لا تنطبق على قريش وحدها، تلك التي حاربت رسول الله a واستعملت كل الوسائل لإذية المؤمنين، وإنما ينطبق على غيرها، وفي جميع العصور.. فالمؤمن هو الذي يبرأ إلى الله من كل ظلم وعدوان وقع، وفي أي زمان، أو مكان، ومن أي جهة.. ذلك أن البراءة من الظلم، تستدعي البراءة من الظالمين.. ومن ادعى أنه يبغض الظلم، ثم لا يبغض الظالمين وجرائمهم، فهو يكذب على نفسه.

إذا عرفت كل هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسمع لما تورده لك النصوص المقدسة من

 

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 431
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست