responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 429

قادح في الولاية، ومؤثر فيها، ذلك أن من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب موالاة المستكبرين، والبراءة من المستضعفين المظلومين.. والذي يفعل ذلك لا يختلف عن الظالمين أنفسهم.

ومما يروى في هذا أن اللّه تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام: (هل عملت لي عملا قط؟) فقال: (إلهي إني صليت لك، وصمت، وتصدقت وزكيت)، فقال: (إن الصلاة لك برهان، والصوم جنة والصدقة ظل، والزكاة نور، فأي عمل عملت لي؟)، قال موسى: (إلهى دلني على عمل هو لك)، قال: (يا موسى هل واليت لي وليا قط؟ وهل عاديت فيّ عدوا قط؟)

أنا أعلم ـ أيها المريد الصادق ـ أنك ستذكر لي ما يمكن أن يذكره المحدثون عن أمثال هذه الرواية، وعدم ثبوتها.. ولذلك يمكنك أن تعود بدلها لقوله a: (أوثق عرى الإيمان، الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحبّ في الله، والبغض في الله)([756])، وقوله: (من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل إيمانه) ([757])

ويمكنك أن تعود قبلها لتلك الأحاديث المتواترة في القرآن الكريم عن هذا المعنى، وهي كثيرة جدا، وتدلك على أن من العلامات الكبرى للإيمان موالاة المؤمنين المستضعفين المظلومين ونصرتهم والوقوف في صفهم، في نفس الوقت الذي يقفون فيه في الصف المواجه لأعدائهم من الظالمين المستكبرين.

ومن تلك الآيات الواضحة الصريحة ما ورد في سورة الممتحنة، والتي يدل اسمها على معناها؛ فكل ما فيها من معان هي امتحانات من الله تعالى لعباده، لتمحيصهم، وتمييز الصادق في إيمانه من الكاذب فيه.


[756] الطبراني في الكبير.

[757] رواه أحمد والترمذي.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 429
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست