responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 418

فقيرا إليه ولم تجد مثله وقد كنت قبل أن يحمل إليك في أمن من المصيبة والفقر.. ثمّ اتّفق أن كسر يوما وعظمت مصيبة الملك فيه فقال: صدق الحكيم ليته لم يحمل إلينا([718]).

ولو أنك ـ أيها المريد الصادق ـ قرأت ما يكتب في الأحداث اليومية لوجدت الكثير من أمثال هذا الملك من أولئك الذين امتلأت قلوبهم بالحرص على المال؛ فلم ينتفعوا به، لا في دنيا، ولا في آخرة..

ذلك أن من ثمار البخل على الخلق البخل على النفس.. فالحرص الشديد على المال يجعل صاحبه يبخل على كل شيء حتى على نفسه.

ولذلك كان من عقوبة البخيل أن يعاقب بنفس المال الذي بخل به، وحرص عليه، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [آل عمران: 180]

وذكر الله تعالى أنواع العسر التي يمر بها الحريص والبخيل، وكيف لا يغني عنه ماله شيئا، فقال: ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) ﴾ [الليل: 8، 9]

وفي مقابله ذكر المؤمن التقي الكريم، فقال: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ [الليل: 5 - 7]

ولهذا أخبر عن أبي لهب أن ماله لم يغنه، قال تعالى: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴾ [المسد: 1 - 3]، وفي ذلك إشارة إلى أن السبب الأكبر في عتوه وكفره بخله وحرصه على ماله.


[718] المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج‌6، ص: 90.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 418
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست