responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 394

مراتبها، لكنه لم ينل منها شيئا.. فقدم على الآخرة خالي الوفاض.. فلم ينل لا الدنيا، ولا الآخرة.

أو ذلك الذي راح يقاتل سبط رسول الله a وسيد شباب أهل الجنة من أجل ذلك الملك المحدود الذي تصور نفسه صاحب همة عالية إن ناله، لكنه لم ينله.

لقد قال يتحدث عن الخيارات التي وضعت بين يديه، وكيف تلاعب به الشيطان، وسول له الهوى ليختار اللؤم على الكرم، والدناءة على الهمة:

فوالله لا أدري وإنّي لحائرٌ ***   *** أُفكّر في أمري على خطرين
أأترك ملكَ الريِّ والريُّ مُنيتي ***   *** أم أرجع مأثوماً بقتل حسينِ
حسينُ ابنُ عمّي والحوادثُ جمّةٌ ***   *** لَعَمري ولي في الريّ قرّةُ عينِ
وإنّ إلهَ العرشِ يغفر زلّتي ***   *** ولو كنتُ فيها أظلمَ الثقلينِ
ألا إنّما الدنيا لَخيرُ مُعجَّلٍ ***   *** وما عاقلٌ باع الوجودَ بدَينِ
يقولون إنّ اللهَ خالقُ جنّةٍ ***   *** ونارٍ وتعذيبٍ وغلِّ يدينِ
فإنْ صدقوا فيما يقولون إنّني ***   *** أتوب إلى الرحمن من سنتينِ
وإنْ كذبوا فُزنا بدنيا عظيمةٍ ***   *** وملكٍ عقيمٍ دائمِ الحجلينِ

وقد رد عليه بعضهم، فقال:

ألا أيّها النغلُ الذي ليس مثلهُ ***   *** ويمضي من الدنيا بقتلة شينِ
إذا أنت قاتلت الحسينَ بنَ فاطمٍ ***   *** وأنتَ تراه أشرفَ الثقلينِ
فلا تحسبنَّ الريَّ يا أخسرَ الورى ***   *** تفوز به من بعد قتلِ حسينِ

ومثله ذلك الشاعر الذي قضى عمره يبحث عمن يوليه بعض الولايات، وكان يقول:

وفي الناس من يرضى بميسور عيشه ***   *** ومركوبه رجلاه والثوب جلده
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 394
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست