اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 395
~/td~
~/td~
~/td~
ولكن قلباً بين جنبي ما له
***
***
مدى ينتهي بي في مراد أحدّه
يرى جسمه يكسي شفوفاً تربّه
***
***
فيختار أن يكسى دروعاً تهدّه
وكان يقول:
على قدرِ أهلِ العزمِ تأتيْ العزائمُ
***
***
وتأتيْ على قدرِ الكرامِ المكارمُ
وتعظمُ في عينِ الصغيرِ صغارُها
***
***
وتصغرُ في عينِ العظمِ العظائمُ
وقد توهم نفسه صاحب
همة علية، لكنه لم يكن كذلك.. فالهمة العالية لا تكون إلا لمن ترقوا بأرواحهم عن
ثقل الطين، ومن عداهم لا يختلفون عن ذلك الذي وصفه الله تعالى، فقال: ﴿وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ
الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا
وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ
الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ
مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ
لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 175، 176]
ولذلك اجعل مصدرك في تحديد الهمم
العالية، وما ارتبط بها من المكارم، ما ورد في النصوص المقدسة، فهي التي تبين
الحقائق، وتعطي القيم الحقيقية للأشياء، أما من عداها، فهي تكذب عليك، وتوهمك
بالأماني الكاذبة التي لن تجد في نهايتها إلا السراب.
وقد ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال ـ وهو يخبر عن بني
إسرائيل ـ: (كانت امرأة ترضع ابنا لها في بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة
فقالت: اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها وأقبل على الراكب وقال: اللهم لا تجعلني
مثله، ثم أقبل على ثديها يمصه، ثم مر بأمة فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه،
فترك ثديها وقال: اللهم اجعلني مثلها فقالت: لم ذاك؟ فقال: الراكب جبار من
الجبابرة، وهذه الأمة يقولون: سرقت زنت، ولم
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 395