اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 392
اللوم
و الدناه
كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ
تسألني عن اللؤم والدناءة
وما ارتبط
بهما من الخسة وصغر النفس وحقارتها.. وعن الدوافع التي تدفع إليها، والثمار التي
تثمرها، وكيفية التخلص منها، لتحل الهمة العالية بدلها، وتحل معها كل قيم النبل
والمكارم.
وهذه أسئلة وجيهة؛ فاللؤم
والدناءة والخسة وصغر النفس
وحقارتها من صفات النفس الأمارة بالسوء، وهي من أكبر الحجب التي تحول بينها وبين
السير إلى الله، والتحقق بحقائق أهل الله، ذلك أن أول صفاتهم الهمة العالية،
والأدب الرفيع.
ولذلك كانوا أبعد الخلق عن اللؤم..
وكيف يكونون كذلك، وما هو إلا نزول الإنسان من المحل الرفيع الذي أقامه الله فيه
إلى أسفل سافلين، فبدل أن يرقى بهمته إلى المعالي ينزل بها إلى المنحدرات، ثم هو
في نزوله لا يقع إلا على الخنافس والجرذان، ولا يجد رفيقا له إلا الخنازير
والسباع.
ولهذا ذكر رسول الله a أن (الله يحبّ معالي الأمور
وأشرافها، ويكره سفسافها([651]))([652])،
واعتبر اللؤم صفة الفاجر، فقال: (المؤمن غرّ كريم، والفاجر خبّ لئيم)([653])
وأخبر عن الفرق بين مكارم
المؤمنين، ولؤم الفاجرين، فقال: (إن الله يبغض الفحش والتفحش، والذي نفس محمد
بيده، لا تقوم الساعة حتى يخون الأمين، ويؤتمن الخائن، حتى يظهر الفحش والتفحش،
وقطيعة الأرحام، وسوء الجوار، والذي نفس محمد بيده،
[651]
سفسافها: السفساف: الحقير الرديء من كل شيء وعمل.