responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 366

وقد أشار الإمام الباقر إلى بعض العقوبات المرتبطة بأكل مال اليتيم في الدنيا؛ فقال: (إن الله أوعد في أكل مال اليتيم عقوبتين: عقوبة في الدنيا، وعقوبة في الآخرة، ففي تحريم مال اليتيم استبقاء اليتيم واستقلاله بنفسه والسلامة للعقب أن يصيبهم ما أصابه لما أوعد الله من العقوبة مع ما في ذلك من طلب اليتيم بثأره إذا أدرك وقوع الشحناء والعداوة والبغضاء حتى يتفانوا) ([579])

وهذه الرواية تشير إلى الخوف الذي يعيشه آكل الحرام، ذلك أنه معرض في كل لحظة لانتقام من أكل أموالهم بغير حق..

العلاج السلوكي:

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ وعزمت على أن تتحكم في مطالبك وحاجاتك حتى لا تجرك إلى أكل الحرام؛ فعليك أن تسأل الفقهاء عن كل صغيرة وكبيرة تريد أن تقوم بها في شؤون رزقك، حتى لا يتسرب إليك الحرام من حيث لا تشعر.

وإياك أن تلجأ لأولئك الفقهاء الذين يحتالون لك ولأهوائك، بل عليك بالورع، وقد قال رسول الله a: (استفت قلبك، واستفت نفْسَك ثلاث مرات؛ البر ما اطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك) ([580])

وإياك وما يوهمه به أولئك المتساهلون المتلاعبون بالدين من أن المستفتي سيتحمل جميع تبعات من أفتاه، فذلك صحيح من جهة مضاعفة إثمه، وليس صحيحا من جهة رفع العقوبة عن المستفتي.

وقد رسم القرآن الكريم صورا لتبرئ المفتي من المستفتي باعتبار المستفتي تابعا،


[579] بحار الأنوار: 72/ 8.

[580] رواه أحمد 18006 والدارميُّ 2533.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست