responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 363

الطيبة الحلال..

ولذلك يمكن للنفس أن تنال حاجاتها بأشياء قليلة محدودة، لكن الله تعالى ينزل عليها من البركات ما يغنيها عن الكثير الذي يضرها.. فبيت واحد يبنى بالحلال خير من عشرات القصور المبنية بالحرام.. وثوب واحد حلال خير من عشرات الثياب المختلطة بالحرام.. وهكذا؛ فإن الله تعالى جعل حاجات الإنسان بسيطة محدودة مقدورا عليها، ويمكن تحقيقها بالحلال الطيب؛ فلذلك لا يلجأ إلى الحرام إلا أصحاب النفوس الجشعة الحريصة التي لا تقنع، كما أخبر رسول الله a عن ذلك، فقال: (لو كان لابن آدم واد لأحب أن يكون له ثان، ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب) ([572])

وفي حديث آخر قال رسول الله a: (إنّ ممّا أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدّنيا وزينتها)؛ فقيل له: يا رسول الله، أو يأتي الخير بالشّرّ؟ فسكت النّبيّ a هنيهة، ثم قال: (إنّه لا يأتي الخير بالشّرّ، وإنّ ممّا ينبت الرّبيع يقتل أو يلمّ، إلّا آكلة الخضراء، أكلت حتّى إذا امتدّت خاصرتاها استقبلت عين الشّمس فثلطت ورتعت، وإنّ هذا المال خضرة حلوة، فنعم صاحب المسلم ما أعطى منه المسكين واليتيم وابن السّبيل، وإنّ من يأخذه بغير حقّه كالّذي يأكل ولا يشبع، ويكون شهيدا عليه يوم القيامة) ([573])

ولذلك يقترن الزهد بالورع؛ فلا يمكن أن يتحقق الورع ما لم تمتلئ النفس بالزهد وعدم التثاقل إلى الدنيا وأهوائها، وإلا فإن محب الدنيا سيبحث عن أي وسيلة تجره إليها حتى لو كانت من الحرام.


[572] رواه البخاري ومسلم.

[573] البخاري- الفتح 3 (1465)، 6 (2842)

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست