ولهذا، يذكر القرآن الكريم أن كل
التحريفات التي وقعت للأديان، كانت بسبب الظلم، قال تعالى: ﴿ فَمَنِ
افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ
الظَّالِمُونَ ﴾ [آل عمران: 94]، وقال: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ
افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ
الظَّالِمُونَ﴾ [الأنعام: 21]
ولهذ اعتبر الافتراء الأعظم، وهو الشرك،
نوعا من أنواع الظلم، فقال: ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ
يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾
[لقمان: 13]
وقد أخبر القرآن الكريم أن الظلم
المرتبط بالتحريف لا يتوقف على الحجاب أو الافتراء بل ينتقل إلى البغي والعدوان.. ولذلك
كان البغي هو الوسيلة التي استعملها الشيطان لتوجيه الأديان وجهة شيطانية عبر
محاربة الصالحين، وتمكين المفسدين.
وهكذا نجد هذا المعنى في آيات كثيرة،
تبين أسبابه وآثاره، وكيفية مواجهته؛ فالله تعالى يضرب المثل على أقرب الأمم زمانا
بالأمة الإسلامية، وهي أمة بني إسرائيل؛ فيقول: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي
إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ
الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 346