اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 345
وهكذا؛ فإن الظالم يحجب عن رؤية آيات
الله الواضحة في الأرض والسماء، وفي كل شيء، قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا
أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ
يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ
إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الإسراء: 99]
ولذلك؛ فإن سبب الجحود ليس العلم ولا
البرهان ولا اختلاف وجهات النظر ولا نسبية المعرفة، بل هو الظلم الذي يجعل النفس
تأبى أن تتلقى الحقائق من مصادرها، لأنها تريد أن تضع لها مصادر من عندها، قال
تعالى: ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ
بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ
فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا
الظَّالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 48، 49]
ولهذا؛ فإن كل أنواع الكفر والضلال
والشرك والإلحاد ليس سوى ثمرة من ثمار الظلم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ
يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ
الظَّالِمُونَ﴾ [البقرة: 254]
وأخبر عن أن الانحراف العظيم الذي وقع
فيه بنو إسرائيل لم يكن إلا بسبب ظلمهم، وتركهم لهارون عليه السلام، ولجوئهم إلى
السامري، ونسياتهم لتعاليم أنبيائهم،
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 345