اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 338
الله تأبى إلا القصاص من هؤلاء
الذين نهشوا أعراض إخوانهم، وأشاعوا الفاحشة بين المؤمنين.
وكيف يقولون ذلك، وقد رتب الله
لعنته على الكاذبين، واللعن هو الطرد من رحمة الله، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ
حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ
أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ
ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ [آل
عمران: 61]، وذكر في شهادة من يقذف زوجته أن يقول في الخامسة: ﴿وَالْخَامِسَةُ
أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ [النور:
7]
وإياك بعد هذا أن تقع في شهادة
الزور؛ فهي من أكبر الكبائر، وقد وصف الله تعالى المؤمنين، فقال: ﴿وَالَّذِينَ
لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾
[الفرقان: 72]، وأخبر أنهم ﴿بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ﴾ [المعارج:
33]
ومن أعظم الزور ـ أيها المريد
الصادق ـ أن تكتم الشهادة في حال الحاجة إليها، وقد قال تعالى: ﴿وَلَا
تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ﴾
[البقرة: 283]، وقال: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ
مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 140]