اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 318
ومثله نهى عن الخداع والتلاعب في
العلاقات الزوجية، فعن ابن مسعود قال: (لعن رسول الله a المحلّل والمحلّل له)([477])
وأعطى رسول الله a قاعدة لذلك، فقال: (المؤمن
غرّ([478])
كريم، والفاجر خبّ([479]) لئيم)([480])
واحذر ـ أيها المريد الصادق ـ من أن
تكون كأولئك الذين يتاجرون بالدين، ويخدعون الخلق به، أو يستعملون ذكر الله والقسم
به في غير محله، وقد ورد في الحديث قوله a: (من اقتطع حقّ امرىء مسلم بيمينه، فقد أوجب
الله له النّار، وحرّم عليه الجنّة، فقال له رجل: وإن كان شيئا يسيرا يا رسول
الله. قال: (وإن قضيبا من أراك)([481])
وإياك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تقتدي
بأولئك الذين يعتبرون ذلك شطارة وذكاء.. فالذكي هو الذي يتورع أن يأكل أموال الناس
بالباطل أو الكذب أو التزوير، وتذكر قول بعض الحكماء: (لا يزال الرّجل يزداد في
صحّة رأيه ما نصح لمستشيره، فإذا غشّه سلبه الله نصحه ورأيه، ولا يلتفتنّ إلى من
قال: إذا نصحت الرّجل فلم يقبل منك فتقرّب إلى الله بغشّه، فذلك قول ألقاه
الشّيطان على لسانه، اللهمّ إلّا أن يريد بغشّه السّكوت عنه، فقد قيل: كثرة
النّصيحة تورث الظّنّة، ومعرفة النّاصح من الغاشّ صعبة جدّا، فالإنسان لمكره