responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 293

بعض الشعائر، فأخبره رسول الله a أنه خير منه.

فقد ورد في الحديث أنّ رجلا مرّ على قوم في حياة رسول الله a فسلّم عليهم فردّوا عليه السلام؛ فلمّا جاوزهم قال رجل منهم: إنّي لأبغض هذا للَّه، فقال أهل المجلس: والله لبئس ما قلت والله لننبّئنّه.. فقاموا، فأخبروه، فأتى الرّجل رسول الله a وحكى له ما قال وسأله أن يدعوه، فدعاه فسأله، فقال: قد قلت ذلك؟ فقال رسول الله a: لم تبغضه؟ قال: أنا جاره وأنا به خبير، والله ما رأيته يصلّي صلاة قطّ إلّا هذه المكتوبة، قال الرجل: فاسأله يا رسول الله هل رآني أخّرتها عن وقتها، أو أسأت الوضوء لها أو الرّكوع أو السجود؟ فسأله فقال: لا، قال: والله ما رأيته يصوم شهرا قطّ إلّا هذا الشهر الّذي يصومه البرّ والفاجر، قال الرجل: فاسأله يا رسول الله هل رآني قطّ أفطرت فيه أو نقصت من حقّه شيئا؟ فسأله، فقال: لا، قال: والله ما رأيته يعطي سائلا قطّ ولا مسكينا، ولا رأيته ينفق من ماله شيئا في سبيل الخير إلّا هذه الزكاة الّتي يؤدّيها البرّ والفاجر، قال الرجل: فأسأله هل رآني نقصت منها شيئا أو ماكست فيها طالبها الّذي يسألها؟ فسأله، فقال: لا، فقال للرّجل: (قم فلعلّه خير منك)([411])

واعلم ـ أيها المريد الصادق ـ أنه إذا اقتضت المصلحة الشرعية اللجوء إلى ذكر الأسماء، والتصريح بها؛ فإن الحرج حينها منتف، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 148]

ولذلك لا يمكنك أن تلوم شخصا يذكر ظالمه، ويشكو منه، وتنعته بكونه مغتابا، وتطلب منه ألا يسميه، فكيف يمكنك أن تنصره، وأنت لا تعرف من ظلمه، ولذلك قال

 


[411] أحمد ج 5 ص 455.

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست