اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 217
المفلس
فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: (إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة
وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا،
فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ
من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار)([254])
وفي
حديث آخر قال رسول الله a: (إنّ الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام بأرض العرب
ولكن سيرضى منكم بما هو دون ذلك بالمحقّرات وهي الموبقات، فاتّقوا الظلم ما
استطعتم فإنّ العبد ليجيء يوم القيامة بأمثال الجبال من الطاعات فيرى أنّها
ستنجينّه، فما يزال عبد يجيء فيقول: يا ربّ إنّ فلانا ظلمني بمظلمة فيقال: امح من
حسناته، فما يزال كذلك حتى ما يبقى له من حسناته شيء، وإنّ مثل ذلك مثل سفر نزلوا
بفلاة من الأرض ليس معهم حطب فتفرّق القوم فاحتطبوا فلم يلبثوا أن أوقدوا نارهم
وصنعوا ما أرادوا وكذلك الذّنوب)([255])
فاسمع ـ أيها المريد الصادق ـ
لهذه الأحاديث بأذن قلبك، وإياك أن تترك نبيك a الحريص عليك وعلى مصالحك وسعادتك، لتسمع لأولئك الذين يمنونك
الأماني الكاذبة؛ فهم لا يختلفون عن الشيطان الذي غر أباك آدم؛ فأكل من الشجرة،
وكانت سبب خروجه من الجنة.
فاحذر أن يخرجوك من الجنة التي
أعدها الله لك.. والتي لا يدخلها إلا الطيبون الطاهرون الذين عظموا حق الله،
وعرفوا خطر الذنوب، ولم يستهينوا بشيء منها.. فوردوا القيامة مخفين، من دون أثقال
ولا أوزار؛ فتحقق لهم الفوز في الدنيا والآخرة.