اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 209
كَبائِرَ
الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ&﴾ [الشورى: 37]؛ فلا تفهم من [الإثم] فيها
اقتصارها على الذنوب الخاصة دون الذنوب المتعدية؛ بل المقصود منها كل الذنوب؛
فكلها خاصة حتى تلك المتعدية.
وهكذا إذا
سمعت الله تعالى يحذرك من العدوان، كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [المائدة: 87]، وقوله: ﴿
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 229]، وقوله: ﴿ وَمَنْ
يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا
فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [النساء: 14]؛ فلا تفهم من [العدوان] فيها
اقتصارها على الذنوب المتعدية؛ بل المقصود منها كل الذنوب؛ فكلها متعدية، وأول من
تتعدى عليه الله تعالى.
إذا وعيت
هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاجتهد لتطهر أرض نفسك من الإثم والعدوان؛ فإنك إن
طهرتها منهما طهرتها من كل الذنوب، وحينها تصبح طاهرا طيبا صالحا لأن تنبت فيك
المكارم، فهي لا تنبت إلا في النفوس الطيبة الممتلئة بالإيمان.
فإذا تحركت
نفسك لهذا؛ فعالج كل واحد منهما بما يتناسب معه، لتمحو الران الذي حجبك به عن
حقيقتك، وعن المكارم التي أنزلك الله إلى الأرض لتكتسبها.
علاج
الإثم:
أول علاج
للإثم ـ أيها المريد الصادق ـ أن تعلم أنه المنبع الذي تنبع منه كل الرذائل الخاصة
والمتعدية؛ فمن تهاون فيما يسميه الذنوب الخاصة يوشك أن يقع في الذنوب المتعدية،
ولذلك لا تلتفت لأولئك المرجئة الذين يغرونك عن نفسك، ويحقرون لك هذا النوع من
الذنوب.. فلولاه لم تكن هناك ذنوب متعدية.
وكمثال
مقرب لذلك [العجب] الذي هو باتفاق جميع الناس ذنب خاص..
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 209