اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 183
احتقار الذنوب
كتبت إلي ـ أيها
المريد الصادق ـ تسألني عن
قولهم: (لا صغيرة مع الإصرار)، وهل يمكن اعتبارها قاعدة شرعية يمكن الركون إليها،
أم أنها مجرد اجتهاد ورأي؟.. وكيف يكون الإصرار؟.. وكيف تُهذب النفس بالتخلص
منه؟.. وهل في الذنوب صغائر وكبائر؟.. وكيف يُميز بينهما؟
وغيرها من الأسئلة الكثيرة
الوجيهة التي لا يمكن لمن يريد السير إلى الله وتهذيب نفسه الأمارة أن يجهلها..
فالعلم بالطريق، وعقباته، وكيفية تجاوزها علم ضروري، لا يصلح السير من دونه.. فكيف
إذا كان السير إلى الله، وكانت العقبات عقبات النفس الأمارة؟
وهل يمكن لشخص أن يقيم صلاته، أو
يؤدي زكاته، أو يقوم بمناسك حجه من دون معرفة الأحكام الفقهية المرتبطة بها؟..
فكذلك العلم بالسلوك إلى الله واجب كوجوبها، ضروري كضرورتها، وتهاون الخلق في
شأنه، أو رغبته عن تعلمه، لا يلغيه، فالعبرة بالحقائق لا بمواقف الخلق منها.
وبخصوص ما ذكرت من تلك المقولة؛
فهي مقولة صحيحة، وهي محل اتفاق من الأمة جميعا، وقد اتفق على روايتها والاهتمام
بها كل علماء السلوك والتربية..
وقد رويت بتلك الصيغة عن الإمام
الصادق، وقد تكون من روايته عن أجداده إلى رسول الله a، فقد روي عنه قوله: (لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار) ([223])
بل إن الواقع يدل عليها.. فالذي
يتساهل في المخالفات الصغيرة يتجاوزها إلى