اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 176
رسول الله؟ فقال: (قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك
شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلم)
ومن أدعيته المرتبطة بهذا هذا الدعاء العظيم الشامل لخير
الدنيا والآخرة: (اللهم إني أعوذ بك من الفقر والكفر، والفسوق، والشقاق، والنفاق،
والسمعة، والرياء) ([209])
ولا تكتف بذلك ـ أيها المريد الصادق ـ فالدعاء يحتاج إلى
العمل، والصادق هو الذي يجمع بينهما لينجح في الابتلاء..
ولا يمكنني في هذا المقام أن أذكر لك كل ما يفيدك في ذلك، فهو
كثير جدا، لا يمكن حصره، فلله طرائق بعدد الخلائق..
ولعل الجامع لها جميعا هو مقاومة العلة بما يضادها؛ مثلما
نفعل مع الأمراض التي تعترينا، وقد روي عن المسيح عليه السلام في هذا قوله:
(إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن رأسه ولحيته ويمسح شفتيه لئلاّ يرى الناس أنّه صائم
وإذا أعطى بيمينه فليخف عن شماله وإذا صلّى فليرخ ستر بابه فإنّ اللّه يقسم الثناء
كما يقسم الرّزق) ([210])
وروي في أخبار الأمم السابقة أن رجلا من السوّاح قال لأصحابه:
إنّا إنّما فارقنا الأموال والأولاد مخافة الطغيان فنخاف أن يكون قد دخل علينا في
أمرنا هذا من الطغيان أكثر ممّا دخل على أهل الأموال في أموالهم، إنّ أحدنا إذا
لقي أحبّ أن يعظّم لمكان دينه، وإن اشترى شيئا أحبّ أن يرخّص عليه لمكان دينه، وإن
سأل حاجة أحبّ أن تقضى له لمكان دينه. فبلغ ذلك ملكهم فركب في موكبه من الناس فإذا
السهل والجبل قد امتلأ بالناس، فقال السائح: ما هذا قيل: هذا الملك قد أظلّك، فقال
للغلام: ائتني بطعام فأتاه ببقل وزيت