responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 141

ولذلك، فإنك إذا أحببت أن يكون لك بعض الجاه عند أستاذك حتى تستفيد من علومه، أو يكون لك بعض الجاه عند جيرانك حتى يحترموك وتحترمهم.. فإن ذلك لا حرج فيه، لأنك لم تقصد استعباد قلوبهم، وإنما طلبت أن تكون لك العلاقة الطيبة بهم، تلك التي لا يمكن أن تؤدي أوامر ربك من دونها.

ولهذا ورد في الحديث عن أبي ذر، أنه قال: (يا رسول الله، الرجل يعمل العمل فيحمده الناس عليه، ويثنون عليه به؟)، فقال رسول الله a: (تلك عاجل بشرى المؤمن)([158])

وفي حديث آخر أخبر رسول الله a عن دور ثناء المؤمنين الصادقين، فقال: (أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة)، فقيل: وثلاثة؟ قال: وثلاثة.. قيل: واثنان، قال: واثنان ([159]).

وإياك ـ أيها المريد الصادق ـ بعد هذا أن يلبس عليك الشيطان؛ فيدعوك إلى إظهار سيئاتك وعيوبك، ويغرك في ذلك عن نفسك، ويوسوس لك بأن من النفاق أن تظهر حسناتك وتكتم سيئاتك.. فإن ذلك ليس من النفاق، بل هو من الإيمان.

والشيطان لا يريد منك بذلك أن تهذب نفسك، وإنما يريد أن يجعلك وسيلة لنشر الرذيلة والانحراف، وتهوين شأنهما بين الخلق، ولذلك كان إظهار المعاصي كبيرة من الكبائر، كما قال a: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه


[158] مسلم (2642)

[159] البخاري (2643)، والترمذي (1059)، والبزار (312)

اسم الکتاب : مثالب النفس الأمارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست