responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 60

المحيطين به، وهم عادة ـ كسائر البشر ـ يميلون للحكايات والقصص الغريبة التي ترضي الخيال، وإن كانت تتصارع مع العقل.

وهذه السمة في روايات أبي هريرة هي التي جعلته أكثر الصحابة قربا من العقل السلفي، فهو عقل لا عقلاني، يقبل كل ما يستحسنه الخيال، ويرضى عنه، ولا يهم بعد ذلك أن يتناقض مع العقل، أو لا يتناقض، فالعقل لا أهمية له عند السلفية، بل هم يذكرون أن كل حديث ورد في شأنه إما ضعيف أو موضوع، وكل آية تدعو إلى استعماله مؤولة أو محددة بزمن معين هو زمن السلف.. وبعدها ينتهي دور العقل ليبدأ دور التبعية.

وسنذكر هنا باختصار بعض الروايات الغريبة التي حدث بها، ووقعت له، وسنذكر في الفصل الثاني نماذج أخرى عن الأحاديث الغريبة التي رواها عن بني إسرائيل وغيرهم..

فمن تلك الأحاديث هذه القصة العجيبة التي أخبر فيها عن خوارق كبرى رآها بزعمه آلاف الناس، ومع ذلك لم يهتموا بروايتها ولا إشاعتها، ولا نقلها، وكأنها حدث عادي لا قيمة له.

وقد عبر عن تلك الرواية بقوله: (لما بعث النبي a العلاء بن الحضرمي إلى البحرين تبعته فرأيت منه ثلاث خصال لا أدري أيتهن أعجب، انتهينا إلى ساحل البحر فقال: (سموا الله واقتحموا)، فسمينا الله واقتحمنا، فعبرنا فما بل الماء أسافل أخفاف إبلنا، فلما قفلنا صرنا معه بفلاة من الأرض، وليس معنا ماء، فشكونا إليه فقال: (صلوا ركعتين)، ثم دعا فإذا سحابة مثل الترس ثم أرخت عزاليها فسقينا وأسقينا، ومات فدفناه في الرمل، فلما سرنا غير بعيد قلنا: يجيء سبع فيأكله، فرجعنا فلم نره[1].


[1] الطبراني في الاوسط 4/15

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست