responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 36

فتهلككم كما أهلكتهم) [1]

وليت المشكلة في حرص أبي هريرة على الدنيا توقفت عند هذا الحد، بل أنها امتدت إلى الجانب المهم في شخصيته، وهي الجانب الروائي، حيث كان يخضع في روايته أو كتمانه للحديث إلى الرغبة والرهبة، لا إلى مجرد رغبته في تبليغ الدين.

ونحن لا نحتاج فيه إلى تكلف استدلال، فأبو هريرة نفسه صرح به، وحديثه في ذلك موجود في الصحاح المعتبرة، وإن كان السلفية ينشرون الحديث الذي يناقضه، والذي يقول فيه: (والله لولا آيتان في كتاب الله ما حدثتكم شيئاً ابداً: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 159، 160]) [2]

لكنهم يتعمدون أو يتجاهلون حديثه الآخر، والذي يشوهه تشويها خطيرا، وهو قوله في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري: (حفظت من رسول الله a وعاءين: فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم) [3]

وقد قال ابن حجر في تفسير ذلك الوعاء الذي لم يبثه: (حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضهم ولا يصرح به خوفا على نفسه منهم، كقوله: أعوذ بالله من رأس الستين، وإمارة الصبيان. يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية ؛ لأنها كانت سنة ستين من


[1] رواه البخارى (3/1152، رقم 2988)، ومسلم (4/2273، رقم 2961)

[2] الحميدي (1142) وأحمد 2/240 (7273) والبخاري: 1/40 (118)، ومسلم: 7/166.

[3] صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: حفظ العلم، (1/261)، رقم (120)

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست