اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 26
المهاجرين
والأنصار كانوا ألصق فيها برسول الله a
من ظله.
ولم يكتف أبو
هريرة بكل تلك الدعاوى، بل راح يزعم أن رسول الله a
خصه بأسرار كثيرة لا يعلمها باقي الصحابة، وقد عبر عن ذلك بقوله ـ في الحديث الذي
رواه البخاري ـ: (حفظت من رسول الله a
وعاءين، فأما أحدهما: فبثثته فيكم، وأما الآخر: فلو بثثته قطع هذا البلعوم) [1]
وورد في روايات
أخرى أقل صحة قوله: (لو أنبأتكم بكل ما أعلم لرماني الناس بالخرف، وقالوا أبو
هريرة مجنون)، وفى رواية: (لو حدثتكم بكل ما في جوفى لرميتموني بالبعر)، وفي
رواية: (حفظت من رسول الله a خمسة أجربة، فأخرجت منها جرابين، ولو أخرجت الثالث
لرجمتموني بالحجارة) [2]
ولم يكتف بذلك
أيضا، بل زعم أن رسول الله a خصه بميزة كان يدخرها
له من دون الصحابة جميعا، ليحفظ له سنته ما ظهر منها وما بطن، وقد عبر عنها بقوله
ـ في تعليل كثرة رواياته ـ: (.. وقد قال رسول الله a في حديث يحدثه: إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى
أقضي مقالتي ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول. فبسطت نمرة علي، حتى إذا قضى رسول
الله a مقالته
جمعتها إلى صدري، فما نسيت من مقالة رسول الله a تلك من شيء) [3]
فهذا الحديث
المتفق على صحته لا يقل خطرا عن الأحاديث السابقة، وأول ما يشد الانتباه فيه هو
تلك البرودة التي يصور بها أبو هريرة الصحابة، وعدم تجاوبهم مع طلب رسول الله a على الرغم من ذلك الترغيب العظيم.. ولا ينسى أن
يبين أنه وحده