responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 197

وهذه الآية وحدها كافية لبيان الفرق الكبير بين سنن الله في المغفرة والتوبة كما يعرضها القرآن الكريم، وكما تعرضها أحاديث أبي هريرة.

أبو هريرة.. وسنن التواكل:

من القيم الخطيرة التي دخلت البيئة الإسلامية بأسماء مختلفة، وكان لبعض أحاديث أبي هريرة دورها فيها ما يمكن تسميته بالتواكل.. وهو مفهوم خاطئ للتوكل، يستدعي ترك العمل، وانتظار المدد الغيبي.

وقد رأينا في الفصل السابق بعض ما يسند هذا النوع من التواكل من حياة أبي هريرة، وفي الفترة التي صحب فيها رسول الله a حيث كان يظل في المسجد، وينتظر معونات الناس.

وهو تشويه ليس لشخصه فقط، بسبب تركه العمل والاكتفاء بالسؤال، وإنما لشخص رسول الله a نفسه بتصويره طول وقته في المسجد، ينتظر هو الآخر معونات الناس.

وهذا غير صحيح، فرسول الله a، وفي تلك الفترة الحرجة التي حضر فيها أبو هريرة إلى المدينة كان مشغولا بدعوة كل الدول المحيطة به إلى الإسلام، وكان يرتب كل ما يلزم لفتح مكة المكرمة.. ثم حصل الفتح.. ثم جاءت بعدها غزوة حنين وتبورك.. ثم كان الحج الأكبر.. وكلها كانت تستدعي سيرا لمسافات طويلة جدا.. ولست أدري كيف أغفل أبو هريرة كل ذلك حين زعم أنه كان ملازما لرسول الله a من أجل بطنه، وأن ذلك كان في صفة المسجد.

وإليكم بعض تلك الأحاديث التي يقبلها السلفية، ويعتبرونها من مناقب أبي هريرة، ولا يعرفون الخفايا التي تحملها، لأنهم يكتفون بالرواية من دون إعمال عقولهم بالدراية.

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست