responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 190

سادسا احادیث ابی هریره و قیم الجالیه

لا تكتفي أحاديث أبي هريرة بتلك الجوانب العقدية المحضة، والتي ساهمت في تحريف العقائد الإسلامية، وتقريبها من الأسطورة والخرافة، بل ضمت إليها الكثير من القيم الجاهلية التي كان لها إفرازاتها الخطيرة على نظرة المسلمين لقوانين الحياة، وسنن الله في الأكوان والمجتمعات.. كما كان لها إفرازاتها الخطيرة على السلوك الإسلامي.

ومن بين أهم تلك القيم التي أشاعتها أحاديثه هذه القيم التي سنتعرض لها في هذا المبحث على ضوء رواياته:

أبو هريرة.. وموازين الجزاء:

عندما نقارن بين ما ورد في القرآن الكريم، وبين الكثير من أحاديث أبي هريرة المرتبطة بالجزاء الأخروي، نجد فوارق كبيرة، لها آثارها الكبيرة على تصور حقيقة الدين، وحقيقة عدالة الله تعالى.. بالإضافة إلى آثارها السلوكية بعد ذلك.

فالقرآن الكريم يخبرنا في آيات كثيرة جدا أن هناك موازين في الآخرة توزن فيها الأعمال دقيقها وجليلها، بل يوزن فيها أصحاب الأعمال أنفسهم، وأنه لا تتم رحمة عبد ولا نجاته من النار، ولا دخوله الجنة إلا بعد التحقق من وزن كل ذلك.. وإتاحة الفرصة له للمناقشة والمناضلة عن نفسه.. وبعدها يتم الجزاء.

كما قال تعالى في الآية المحكمة التي تفسر على ضوئها جميع آي القرآن:﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ (الانبياء:47)

وقال عند ذكر دقة الموازين الإلهية:﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)﴾ (الزلزلة)

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست