responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 19

بالإضافة إلى ذلك، فإن النبي a نهى عن السؤال من هو أشد حاجة من أبي هريرة نفسه، بل راح يبيع له ما عنده حتى يكفه عن سؤال الناس، ففي الحديث الصحيح أنّ رجلا من الأنصار أتى النّبيّ a يسأله، فقال: (أما في بيتك شيء؟) قال: بلى، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه من الماء، قال: (ائتني بهما) فأتاه بهما، فأخذهما رسول اللّه a بيده، وقال: (من يشتري هذين؟) قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: (من يزيد على درهم؟). مرّتين أو ثلاثا. قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إيّاه، وأخذ الدّرهمين وأعطاهما الأنصاريّ، وقال: (اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدّوما فأتني به) فأتاه به، فشدّ فيه رسول اللّه a عودا بيده ثمّ قال له: (اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينّك خمسة عشر يوما) فذهب الرّجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما. فقال رسول اللّه a: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إنّ المسألة لا تصلح إلّا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع)[1]

فهذه الأحاديث جميعا تشير إلى أن رسول الله a لم يتعامل مع أبي هريرة بمثل هذه المعاملة، تأليفا لقلبه، لأنه قدم المدينة بسبب جوعه وفقره، وكان يطلب أن يحصل ما يسدهما، فلذلك تركه رسول الله a يسأل المسلمين، واستضافه مع أهل الصفة في المسجد، مع أن الضيافة لا تصح بعد ثلاثة أيام، وكان أول ما طلبه عند حضوره خيبر هو أن يعطيه سهمه فيها.

وهكذا نرى أحاديث أبي هريرة تتناقض تماما مع تلك الصورة الجميلة التي نسمع بها عن مجتمع الصحابة، المجتمع الممتلئ بالإيثار والكرم وكل معاني المروءة..


[1] أحمد 3/100 (11990) وفي 3/100 (11991) و3/114 (12158) وأبو داود 1641 وابن ماجة: 2198 والترمذي: 1218 والنسائي 7/259.

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست