اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 138
ثم ذكر قول المازري:
(وقد أنكر بعض الملاحدة هذا الحديث وأنكر تصوره، قالوا: كيف يجوز على موسى فقء عين
ملك الموت؟)، ودفاعه عن الحديث، ثم رد عليها بقوله: (نقول نحن: هذا الدفاع كله
خفيف الوزن وهو دفاع تافه لا يساغ، ومن وصم منكر الحديث بالإلحاد فهو يستطيل في
أعراض المسلمين والحق أن في متنه علة قادحة تنزل به عن مرتبة الصحة ورفضه أو قبوله
خلاف فكري، وليس خلافا عقائديا والعلة في المتن يبصرها المحققون، وتخفى على أصحاب
الفكر السطحي، وقد رفض الأئمة أحاديث صح سندها واعتل متنها فلم تستكمل بهذا الخلل
شروط الصحة) [1]
هذا هو موقف
الشيخ محمد الغزالي، وهو موقف كل عاقل حكيم يرى تلك التشويهات التي يحملها الحديث
حول كبرى القضايا العقدية.
لكن هذا الموقف
لم يعجب السلفية الذين صوبوا سهامهم من كل صوب نحوه، يتهمونه بإنكار السنة،
وبالجرأة على السنة.. وكأن السنة حكر عليهم.
ومن تلك المواقف
موقف الألباني الذي قال تعليقا على ما ذكره الغزالي: (هذا الحديث- أي حديث موسى
المتقدم- من الأحاديث الصحيحة المشهورة التي أخرجها الشيخان من طرق عن أبي هريرة-
-، وتلقته الأمة بالقبول، وقد جمعت ألفاظها والزيادات التي وقعت فيها، وسقتها لك
سياقا واحدا كما ترى؛ لتأخذ القصة كاملة بجميع فوائدها المتفرقة في بطون مصادرها،
الأمر الذي يساعدك على فهمها فهما صحيحا، لا إشكال فيه ولا شبهة، فتسلم لقول رسول
الله a تسليما)[2]
ثم ساق طرق
الحديث، والتي يوجد في أكثرها رجال من اليهود الذين أسلموا، وصاروا مباشرة بعد
إسلامهم من الثقاة المعتبرين، ثم قال تعليقا على الغزالي: (واعلم
[1] السنة النبوية
بين أهل الفقه وأهل الحديث (ص:26 - 29)