ونكتفي بهذا
الرد من رسول الله a على تلك التحريفات
والتشويهات التي أثارها السلفية باسم رسول الله a..
وهو منها براء.
وقد ذكرنا سابقا
شدة السلفيين مع الغزالي بسببه إنكاره لهذا الحديث، واعتباره طاعنا في السنة، وقد
قال في ذلك: (وقع لي وأنا بالجزائر أن طالبا سألني: أصحيح أن موسى u، فقأ عين ملك الموت عندما جاء لقبض روحه بعدما
استوفى أجله؟ فقلت للطالب وأنا ضائق الصدر: وماذا يفيد هذا الحديث؟ إنه لا يتصل
بعقيدة، ولا يرتبط به عمل، والأمة الإسلامية اليوم تدور عليها الرحى وخصومها
طامعون في إخماد أنفاسها! اشتغل بما هو أهم وأجدى! قال الطالب: أحببت أن أعرف هل
الحديث صحيح أم لا؟ فقلت له متبرما: الحديث مروي عن أبي هريرة وقد جادل البعض في
صحته. وعدت لنفسي أفكر إن الحديث صحيح السند، ولكن متنه يثير الريبة إذ يفيد أن
موسى يكره الموت ولا يحب لقاء الله بعدما انتهى أجله. وهذا المعنى مرفوض بالنسبة
إلى الصالحين من عباد الله كما جاء في الحديث الآخر (من أحب لقاء الله أحب الله
لقاءه) فكيف بأنبياء الله؟ كيف بواحد من أولي العزم؟ إن كراهيته للموت بعدما جاءه
ملكه مستغرب ثم هل الملائكة تعرض لها العاهات التي تعرض للبشر من عمى أو عور؟ ذاك
بعيد.. قلت: لعل متن الحديث معلول، وأيا ما كان الأمر، فليس لدي ما يدفعني إلى
إطالة الفكر فيه.. فلما رجعت إلى الحديث في أحد مصادره ساءني أن الشارح جعل رد
الحديث إلحادا وشرع يفند الشبهات الموجهة إليه فلم يزدها إلا قوة..)[2]
[1] رواه البخاري 8 /
15 ومسلم رقم (2444) أحمد (6/274)
[2] السنة النبوية
بين أهل الفقه وأهل الحديث (ص:26 - 29)
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 137