اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 135
في صورة يمكن
فقء البشر لعينها، والمعهود في مجيء الملك للبشر هو مجيئه له على صورة البشر، كما
قال تعالى: ﴿فتمثل لها بشرا سويا﴾ [مريم: 17]، وكما أفادته النصوص
القرآنية التي ذكر فيها مجيء الملائكة لإبراهيم وللوط وداود، وكذا نصوص الأحاديث
التي ذكر فيها مجيء جبريل - u - لنبينا a،
وبه تبين أن فقأ العين هنا هو على ظاهره، وأنه وقع في الصورة البشرية التي جاء ملك
الموت عليها، وهو ممكن غير متعذر إلا في الصورة الملكية الأصلية النورانية البعيدة
عن ذلك، إذ لم يعهد مجيء الملائكة للبشر فيها. أما رؤية نبينا a لجبريل
على صورته الأصلية في السماء مرة، وبين السماء والأرض أخرى، فهي خارجة عن مجيء
الملك الذي عليه مدار الحديث هنا، وبمجموع هذا الذي قررناه يكون قد حل استشكال صك
موسى لعين الملك، وحصول فقء عين الملك من أثره)[1]
ثم فسر دوافع
موسى u لفقء عين ملك الموت، فقال: (وعلى هذا فإن
موسى لما رأى رجلا لا يعرفه قد دخل عليه بغتة، وقال ما قال، حمله حب الحياة على
الاستعجال بدفعه، ولولا شدة حب الحياة لتأنى وقال: من أنت وما شأنك؟ ونحو ذلك،
ووقوع الصكة وتأثيرها كان على ذاك الجسد العارض، ولم ينل الملك بأس. فأما قوله في
القصة: (فرد الله عليه عينه)، فحاصله: أن الله تعالى أعاد تمثيل الملك في ذاك
الجسد المادي سليما، حتى إذا رآه موسى قد عاد سليما مع قرب الوقت، عرف لأول وهلة
خطأه أول مرة)[2]
أما مسألة
القصاص بين موسى u وملك الموت، وكيف لم يطلب الملاك القصاص من
موسى u، فقد أجابوا عليها بقولهم: (ومن قال: إن
الله لم يقتص لملك